في مُفتتح كتابِه الذي نُشر عام 2005، «عصر العلم»، يقول أحمد زويل: «تمنيتُ لو كان ليّ الوعى الكامل لحظة الميلاد»، أرادَ أنّ يدرس رحلتهُ إلى الحياة جيدًا. ففي عام 1946، ولدَ زويل على مسافة 100 ميل تقريبًا، وعلى مسافة عام واحد من انتهاء الحرب العالمية الثانية. كانت بدايتهُ في مدينة «دمنهور» عاصمة محافظة البحيرة في دلتا مصر.
صبيٌ صغير ينتمي لعائلة «زويل»، وهي عائلة كبيرة جدًا، يتركز معظم أعضائها في دمنهور والاسكندرية، وقد اشتهرت هذه العائلة في دمنهور بصناعة القطن، وهُناك أكثر من 120 عضوًا من أعضاء العائلة في دمنهور والاسكندرية، يشغلون مناصب مرموقة مثل أساتذة الجامعة والقضاة وما إلى ذلك.
واليوم، بعد مشوار طويل ورحلة علاج رافقهُ فيها سرطان النُخاع الشوكي، ورحلة امتلكَ خلالها الوعي الكامل وشكّل وعي أجيال أيضًا، رحل عنّا العالم المصري، أحمد زويل، عن عُمر ناهز 70 عامًا .. «المصري لايت» يرصُد لكم 23 محطة في مشوار زويل ..
23. على بُعد 45 كيلو مترًا من الاسكندرية، ولدَ أحمد حسن زويل، بمدينة دمنهور، التابعة لمحافظة البحيرة، 26 فبراير 1946.
22. والدهُ كان يعمل مراقبًا فنيًا بمكتب صحة «دسوق»، وعندّما أنجبهُ، كان زويل هو الابن الوحيد على 3 بنات؛ هانم، سهام، ونعمة.
21. وفي رحلتهُ التعليمية، حصل زويل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدرسة «النهضة»، فيما حصل على الثانوية العامة من مدرسة «دسوق» التى انتقل إليها والده للعمل بها.
20. التحقَ زويل فيمّا بعد بكلية «العلوم»، جامعة الإسكندرية، وحصل على البكالوريوس عام 1967، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
19. وفي عام 1969، حصلَ زويل على الماجستير ثُم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ رحلتُه للحصول على الدكتوراه، من جامعة «بنسلفانيا» عام 1974.
18. ومع بداية عام 1975، حصل زويل على زمالة جامعة «بيركلي»، وعمل أستاذًا مساعدًا للطبيعة الكيميائية، بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. كمّا عمل أستاذًا بنفس المعهد من عام 1976 وحتى 1978.
17. وفي الولايات المُتحدة الأمريكية، كُتبَ لزويل المجد، فقد استطاع لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لا تستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة، إذ لم يكُن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة و لا الوقت الذي تستغرقه.
16. وبعد سنوات قليلة، صممَ زويل كاميرا جُزيئية لتصوير عملية التفاعل التي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه 32 مليون سنة، ليُصبح بعدها الدكتور زويل «رجُل الفمتو ثانية»، الذي عرفناه بإنجازه العلميّ من صفحات المناهج الدراسية، حينما كُنا صغارًا.
15. توالت الجوائز بعدها على زويل، فحصلَ عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المُتميزة، كمّا اختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلاً لها عام 1982.
14. وجاءت النتيجة أكثر من 30 جائزة دولية.. فقد حصل عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة ببلجيكا، واختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلا لها عام 1982.
13. وخلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة، وهو أول عربي يحصُل على تلك الجائزة، وجائزة هوكست عام 1990.
12. كمّا تم اختياره في نفس العام، 1990، كنموذج للشخصية المصرية الأمريكية، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة اكسفورد عام 1991. وفي عام 1993 حصل على جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل عام 1994، والدكتوراه في العلوم.
11. وفي عام 1998، حصلَ زويل على جائزة «بنيامين فرانكلين» الأمريكية، وهي الجائزة التى حصل عليها الأخوان «رايت» العالِم «البرت اينشتين». فيما أُقيمت الاحتفالية آنذاك في مدينة «هيوستن» الأمريكية، في ظلّ حضور الرئيس الأمريكي السابق، كارتر.
10. كمّا حصل زويل على العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية وعضوية معظم المنتديات والتجمعات العلمية الرئيسية في العالم، واختير عام 1988 الشخصية رقم 18 الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة.
9. سُجلَ صباح الثلاثاء 12 أكتوبر 1999، تاريخٌ لا يُنسى في حياة زويل، حيثُ حصل زويل يومها على جائزة «نوبل» في العلوم. وظلّ يتذكر ذلك اليوم، كمّا قال في «عصر العلم»: «ليلة إعلان الجائزة كنت أغط في نوم عميق، بينما كان القلق والأرق ينتابان زوجتي التي ظلت ساهرة أمام شاشة الكمبيوتر المتصل بالإنترنت في انتظار الإعلان عمن سيفوز بجائزة نوبل للكيمياء».
وأضاف: «في الساعة الخامسة فجرا استيقظت من نومي فوجدتها لازالت ساهرة فدعوتها إلى النوم وأن تتخلى عن هذا الأمل، فالساعة الآن الخامسة في أمريكا، أي الثانية ظهرا في السويد وبالتأكيد فقد أعلن الفائز، وطالما لم يتصل بنا أحد، فالنوم أفضل، فلدينا عمل صباحا».
وأردف عن ذكريات الجائزة: «جاءت لنا مكالمة بعيدة، خفق قلبي، وأمسكت سماعة التليفون، فردّ عليّ أحدهم (أنت الدكتور زويل؟) .. ثُم قال لي (أعتذر بشدة عن إيقاظي لك في هذه الساعة المُبكرة من الصباح، أنا سكرتير عام الأكاديمية السويدية للعلوم». يقول زويل بعدها: «كاد قلبي يتوقف.. وضغط الدم يرتفع لأعلى معدلاته ويضرب رأسي بقوة.. وتستمرت في مكاني.. و تجمدت سماعة التليفون في يدي.. ولم أحر جوابا».
8. وعلى مستوى الحياة الاجتماعية، كان يرى زويل إنه محظوظًا، كمّا ذكر في أخر حوار أجراه مع، خيري شلبي، والمُذاع على فضائية، سي بي سي: «احنا متجوزين بقالنا 26 سنة، أنا مكنتش هبقى موجود النهاردة كإنسان عايش من غير (ديما)، زوجتي هي سرّ نجاحي». فيما روى قصة لقائه بها، قائلاً: «أنا قابلتها في صدفة غريبة، سنة 1987 والدها أخد جائزة الملك فيصل في الأدب، وأنا أخدتها في العلوم».
7. أما الابناء، لديه 4 أبناء، كمّا ذكرهم في حوارٍ لهُ مع «المصري اليوم» عام 2012، قائلاً: «مها خريجة جامعة (كالتك) الأمريكية، أماني تدرس حاليا الطب في جامعة (شيكاغو)، نبيل (12 سنة) وهاني (11 سنة) .. وفي يونيو المقبل سأحضر حفل تخرج أماني في جامعة شيكاغو».
6. وللدكتور زويل إسهامات في المجتمع المصري، بجانب دوره العلميّ، ففي عام 2012. سعى زويل لبناء مدينة «زويل»، بمدينة 6 أكتوبر، لتأسيس جيل جديد من الطُلاب على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة، وبعيدًا عن المستوى الطالب الاجتماعي والاقتصادي أيضًا.
5. وفي السياق نفسِه، كشفت أنيسة حسون، المتحدثة الإعلامية بإسم مركز مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب، مساء اليوم. وعقب وفاتُه مباشرةً، أنّ زويل من ضمنّ المؤسسين الثلاثة لمركز مجدي يعقوب للقلب.
4. ومؤخرًا، أصيب زويل بسرطان النخاع الشوكي، والذي تحدّث عنهُ لبرنامج «هنا العاصمة»، المُذاع على فضائية، سي بي سي، قائلاً: «الإيمان والمعرفة» كانا سلاحي في مقاومة المرض.
3. وكشفَ بعدها زويل أنّ سعر العقار الذي أنقذهُ من مرض السرطان، وصل 40 مليار دولار،
موضحًا أنّ السنوات العشر الأخيرة، شهدت تطورًا علميًا هائلاً في مجال الطب. مؤكدًا أنه كان مُعرض للموت لو تعرض لنفس الحالة قبل 10 سنوات.
2. وفي مارس 2016، ظهر الدكتور زويل في أخر حوار لهُ، مع الإعلامي المصري، خيري رمضان، بالولايات المتحدة الأمريكية. ممُسكًا بين يديه كتابه الأخير: «انعكاسات على العالم، من السلام إلى السياسية». فيما كُتب على الشاشة،
في اللحظات الأخيرة من الحوار «زويل .. مستقبل مصر العلمي».
1. أوصى زويل بدفنِه في أرض مصر، كمّا أكد المتحدث الإعلامي بإسم العالِم المصري، شريف فؤاد.
